بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى(لقد كان في قصصهم عبرة لاولى الالباب)دائما ما ارددها كلما استوقفتني احدى الشخصيات الناهبة التي لم تكن الامها لتثنيها عن المسير
او تمنعها من بلوغ مرامها احجار الطريق. اقف اتاملها طويلا فلا اجد ما اقول.هيلين كلير تلك الفتاة المعجزة الحقيقية التي تحدت ظلمات ثلاث و
تلمست طريقها خلالها مستعينة بشمعة الارادة لقد ظلت قصة حياتها الى يومنا مصدر الهام للكثيرين لم تكن الا فتاة سلبت السمع والبصر و القدرة
على الكلام ولدت هيلين في مدينة تسكمبيا من اعمال ولاية الا باما بالولايات المتحدة الامريكية عام 1880 م قبل ان تبلغ الثانية من عمرها اصيبت
بمرض الحمى مما افقدها السمع و البصر فعجزت عن الكلام لانعدام سمعها وضعها والدها في معهد للمكفوفين و طلبا الى رئيس القسم ان يرشدهما
الى معلمة لها فارشدهما الى (ان سولفيان)ب هلين كلير لتبدا معها رحلة طويلة مثيرة هي اشبه بالاعجوبة وتمثل بحق اروع انجاز تم في حقل تاهيل
الاحتياجات الخاصة رحبت اسرة كلير بالمعلمة سولفيان ترحيبا حارا وقد كانت هيلين انداك في السادسة من عمرها بدات سولفيان تعلمها الحروف
الابجدية بكتابتها على كف هلين باصابعها واستعملت قطعا من الكرتون عليها احرف نافرة كانت هيلين تتلمسها بيديها وتدريجيا بدات تولف الكلمات
والجمل بنفسهاوفي سن العاشرة تعلمت هيلين قراءة الابجدية الخاصة بالمكفوفين واصبح بامكانها الاتصال مع الاخرين وبمرور الايام اصطحبت
سولفيان هيلين الى المعلمة سارا فولر حيث كانت تعمل رئيسة معهد للصم بدات المعلمة الجديدة مهمة تعليمها الكلام وانقضت مدة طويلة قبل ان يصبح
باستطاعة احد ان يفهم الاصوات التي كانت هيلين تصدرها فبدات هيلين صراعها من اجل تحسين نطقها ولفظها وفعلا تحسن لفظها وازداد وضوحها
عام بعد عام التحقت هيلين باحد المعاهد للفتيات وتمكنت من التخرج في الجامعةعام 1904 م حاصلة على شهادة الباكالورياس في العلوم وهي تبلغ
من العمر 24 وبعد هدا الانجاز عزمت هيلين علىتكريس كل جهودها للعمل من اجل المكفوفين